17- عبد الرزّاق، قال: أخبرنا مَعْمَر، عن قتادة، في قوله تعالى: { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ }: [الآية: 8]، حتى بلغ { فَمَا رَبِحَتْ تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ }: [الآية: 16]، قال: "هذه في المنافقين".
وضرب لهم مثلاً آخر في قوله تعالى: { مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّآ أَضَآءَتْ مَا حَوْلَهُ }: الآية: 17]، قال: هي لا إلهَ إلاّ الله، أضاءت لهم، فأكلوا بها وشربوا، وآمنوا في الدنيا، فنكحوا النساء، وحقنوا بها دماءهم، حتى إذا ماتوا ذه بالله بنورهم، وتركهم في ظلمات لا يبصرون، ثم ضرب لهم مثلاً آخر فقال: { أَوْ كَصَيِّبٍ }: [الآية: 19]، قال: الصيّب: المطر، { فِيهِ ظُلُمَٰتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ }: [الآية: 19]، يقول: أجبن قوم، لا يسمعون بشيء إلاّ طنوا أنهم هالكون فيه حذراً من الموت، والله محيط بالكافرين، ثم ضرب لهم مثلاً آخر، فقال: { يَكَادُ ٱلْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَٰرَهُمْ كُلَّمَا أَضَآءَ لَهُمْ مَّشَوْاْ فِيهِ }: الآية: 20]، يقول: هذا المنافق، إذا كثر ماله، وكثرت ماشيته، وأصابته عافية، قال: لم يُصبني منذُ دخلت في ديني هذا إلاّ خَيْرٌ. { وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ }: [الآية: 20]، يقول: إذا ذهبت أموالهم، وهلكت مواشيهم، وأصابَهم البلاءُ، قامُوا متحيِّرينَ.
18- عبد الرزّاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله: { ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلَـٰلَةَ بِٱلْهُدَىٰ }: [الآية: 16]، قال: اسْتَحبُّوا الضلالَةَ على الهدى.