خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٥٢
-آل عمران

تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور

470- عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر عن قتادة في قوله تعالى: { إِذْ تَحُسُّونَهُمْ }: [الآية: 152]، يقول: إذ تقتلونهم.
471- عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن الزهري، في قوله تعالى: { وَعَصَيْتُمْ مِّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ }: [الآية: 152]
"أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم أُحُد حين غزا أبو سفيان، وكفار قريش: إني رأيت كأني لبست درعاً حصيناً فأولتها المدينة فاجلسوا في صفكم وقاتلوا من ورائه، وكانت المدينة قرشت بالبنيان، فهي كالحصن، فقال رجل ممن لم يشهد بدراً: يا رسو لالله اخرج بنا إليهم فلنقاتلهم، وقال عبد الله بن أُبي بن سلول: نعم ما رأيت يا رسول الله، إنّا والله ما نزل بنا عدوٌ قطّ، فخرجنا إليه إلاَّ أصاب فينا،، ولا ثبتنا في المدينة وقاتلنا من ورائها إلاَّ هَزَمَنَا عدوّنا، فكلَّمه ناسٌ من المسلمين فقالوا: يا رسول الله، اخرج بنا إليهم، فدعا بالأمته فلبسها، ثم قال: ما أظن الصرعى إلاَّ ستكثر منكم ومنهم، إنِّي أرى في النوم بقرة منحورةً. فأقول بقر، والله خير، فقال رجل: يا رسول الله بأبي وأمي: فاجْلِس بنا، قال: إنَّه لا ينبغي لنبيّ إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يلقى البأس، فقال: فهل من رجل يدلنا بالطريق، فيُخرجنا على القوم من كثب، فانطلقت به الأدلاء بين يديه، حتى إذا كان بالواسط من الجبانة انخذل عبد الله بن أُبيّ بن سلول بثلث الجيش أو قريب من ثلث الجيش، فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم حين لقيهم بأُحُد، وصافوهم، فعهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه إن هم هزموهم ألا يدخلوا لهم عسكراً ولا يتبعوهم، فلما التقوا هزموهم وعصوا النبي صلى الله عليه وسلم وتنازعوا واختلفوا ثم هزمهم الله ليبتليهم كما قال وأقبل المشركون على خيلهم خالد بن الوليد بن المغيرة، فقتل من المسلمين سبعون رجلاً، وأصابتهم جراح شديدة، وكُسِرَت رُباعية النبي صلى الله عليه وسلم ووُثِئ بعض وجهه حتى صاح الشيطان بأعلى صوته: قُتلَ محمد، قال كعب بن مالك: فكنت أول من عرف النبي صلى الله عليه وسلم عَرَفْتُ عينيه من تحت المِغْفَرِ، فناديت بصوتي الأعلى هذا رسول الله، فأشار إليَّ أن أسكت، ثم كفَّ الله المشركين والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقوفٌ فنادى أبو سفيان بعدما مُثِّلَ ببعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجدعوا، ومنهم من بُقِرَ بطنه، فقال أبو سفيان: إنكم ستجدون في قتلاكم بعض المثل، وإنَّ ذلك لم يكن عن ذوي رأينا ولا ساداتنا، ثم قال أبو سفيان: أَعْلُ هُبَل، فقال عمر بن الخطاب: الله أعلى وأجل، فقال أبو سفيان: أنعمت فَعَالِِ عنها، قتلى بقتلى بقدر، فقال عمر: لا يستوي القتل: قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، قال أبو سفيان، لقد خِبْنا إذاً، ثم انصرفوا راجعين، وندب ا لنبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في طلبهم بعد ما أصابهم القرح فطلوبهم حتى بلغوا قريباً من حمراء الأسد، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم" ، قال معمر، وقال قتادة: وكان فيمن طلبهم عبد الله بن مسعود وذلك حين يقول الله تعالى: { ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ } : [الآية: 173].