خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَهَلْ أَتَاكَ نَبَؤُاْ ٱلْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُواْ ٱلْمِحْرَابَ
٢١
إِذْ دَخَلُواْ عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُواْ لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَٱحْكُمْ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَٱهْدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَاطِ
٢٢
إِنَّ هَذَآ أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِي نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي ٱلْخِطَابِ
٢٣
قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلْخُلَطَآءِ لَيَبْغِيۤ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ
٢٤

تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور

2585- عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَر، عن عمرو بن عُبَيْد، عن الحسن في قوله تعالى: { وَهَلْ أَتَاكَ نَبَؤُاْ ٱلْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُواْ ٱلْمِحْرَابَ }: [الآية: 21]، قال: جَزَّأَ داود (الدهر) أربعة أجزاء: فَيَوْمٌ لنِسائه، ويوم لقضائه، ويَوْمٌ يخلو فيه لعبادة ربه، ويَوْمٌ لبني إسْرائيل يسائلونه، فقال يوماً لبني إسرائيل: أيُّكم يستطيع أن يتفرغ لربه لا يستطيع الشيطان منه شيئاً؟ فقالوا: لاَ أيُّنَا والله، فَحَدَّثَ نفسه أنه يستطيع ذلك، فدخل محرابه، وأغلق أبوابه، فقام يُصَلِّي فجاء طائر في أحسن صُورَةٍ، مزَيّن كأحسن ما يَكُونُ فوقع قريباً منه، فنظر إليه فأعجبه. فوقع في نفسه منه شيء وأعجبه فدنا منه ليأخذه، فضَرَبَ يده عليه فأخطأه فوقع قريباً، وأطمعه أن سيأخذه، ففعل ذلك ثلاث مرات، حتى إذا كان في الرابعة، ضرب بيده عليه فأخطأه، فوقع على سور المحراب، قال: وحول المحراب حوض يغتسل فيه النِّساء، نساء بني إسرائيل، أحسبه قال: الحُيَّض، قال: فضرب بيده عليه، وهو على سور المحراب، فأخطأه، وهبط الطائر، فأشرف فإذا هو بامرأة تغتسل فَنَفَضت شعرها فغطَّى جسدَهَا، فوقع في نفسه مِنْهَا ما شَغَلَهُ عن صلاته، فنزل من محرابه، ولبست المرأة ثيابها، وخرجت إلى بيتها، فخرج حتى [عَرَفَ بيتها، وسألها] من أنتِ؟ فأخبرته. قال: هَلْ لكِ زوج، قال، نعم، قال: أيْن هُوَ؟ قالت: في بعث كذا وكذا، وجند كذا وكذا، فرجع وكتب إلى عامله: إذا جاءك كتابي هذا، فاجعل فلاناً في أول الخيل التي تلي العدوَّ، قال: فقدم في فوارس في عادية الخيل فاقتل حتَّ قُتِلَ، قال: فبينا داود في المِحراب تَسَوَّرَ عليه ملكانِ فأفزعاه، وراعاه فقالا: { لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ } حتى بلغ { وَلاَ تُشْطِطْ }: أي لا تَجُرْ. { وَٱهْدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَاطِ } [الآية: 22]، حتى بلغ فقال: { أَكْفِلْنِيهَا }: [الآية: 23]، يقول: أعْطِنيها، { وَعَزَّنِي فِي ٱلْخِطَابِ }: [الآية: 23]، يقول: قهرني في الخصوم { قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ... } حتى بلغ: { وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ }: [الآية: 24]، قال: عَلِمَ دَاوُد أَنَّه هو المعني بذلك. { وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ }: [الآية: 24].
2586- عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة: { وَأَنَابَ }: [الآية: 24]، أي تاب.
2589- عبد الرزاق، عن الثَّوري، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال: قال عبد الله: ما زاد داود على أن قال: { أَكْفِلْنِيهَا }: [الآيةك 23]، أي أنزل لي عَنْها.
2590- عبد الرزاق، عن الثَّوري، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ما زاد داود على أن قال { أَكْفِلْنِيهَا }: أي تحول لي عنها.