خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ يٰهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِيۤ آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ
٥٣
-هود

محاسن التأويل

{ قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ } أي: بحجة تدل على صحة دعواك، وذلك لقصور فهمهم، وعمى بصيرتهم عن إدراك البرهان؛ لمكان الغشاوات الطبيعية، وإذا لم يدركوه أنكروه بالضرورة: { وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا } أي: عبادتها: { عَن قَوْلِكَ } حال من ضمير ( تاركي ) أي: تركاً صادراً عن قولك، أو ( عن ) للتعليل، كهي في قوله: { { إِلَّا عَنْ مَوْعِدَة } [التوبة: 114]، أي: لأجلها، فتتعلق ( بتاركي ) والأول أبلغ؛ لدلالته على كونه علة فاعلية، ولا يفيده ( الباء واللام ). وهذا كقولهم في الأعراف: { { أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا } [الأعراف: 70]. { وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } أي: مصدقين. إقناط له من الإجابة.