خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ
٨
-هود

محاسن التأويل

{ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ } أي: جماعة من الأوقات محصورة. والعذاب هو عقاب الآخرة، أو عذاب الدنيا ببدر، أو هلاك المستهزئين الذين ماتوا قبل بدر: { لَّيَقُولُنَّ } أي: استهزاء: { مَا يَحْبِسُهُ } أي: عنا { أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم } أي: دار ونزل بهم: { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ } أي: العذاب الذي كانوا به يستعجلون.
لطيفة
( الأمة ) تستعمل في الكتاب والسنة في معان متعددة، فيراد بها الأمد كما هنا، وقوله في يوسف:
{ { وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّة } [يوسف: 45]، والإمام المقتدى به، كقوله: { { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ } [النحل: 120]، والملة والدين كآية: { { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةِ } [الزخرف: 22 - 23]، والجماعة كآية: { { وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُون } [القصص: 23]، وقوله تعالى: { { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } [النحل: 36] - أفاده ابن كثير -.
ثم أخبر سبحانه عن الإنسان وما فيه من الصفات الذميمة، إلا من رحم الله من عباده المؤمنين، بقوله تعالى:
{ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ ... }.