{ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ } أي: وما نرسلهم، قبل إنزال العذاب، إلا لتبشر من آمن بالزلفى والكرامة، وإنذار من كفر بأن تأتيه سنة من مضى: { وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ } كاقتراح الآيات: { لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ } أي: ليزيلوا بالجدال، الحق الثابت عن مقره. وليس ذلك بحاصل لهم. وأصل الإدحاض: إزلاق القدم وإزالتها عن موطئها. فاستعير من زلل القدم المحسوس، لإزالة الحق المعقول.
قال الشهاب ولك أن تقول: فيه تشبيه كلامهم بالوحل المستكره. ثم أنشد لنفسه:
أتانا بوَحْلٍ لإِنكارِهِ لِيُزْلِقَ أقدامَ هَذي الحُجَجْ
{ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا } أي: وإنذارهم. أو والذي أنذروا به من العقاب: { هُزُواً } أي: استهزاء وسخرية وهو أشد التكذيب. وصف بالمصدر مبالغة.