خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِ فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً
٥٩
-مريم

محاسن التأويل

{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ } وقرئ الصلوات بالجمع أي: المتضمنة للسجود والأذكار، المستدعية للبكاء. وإذا أضاعوها، فهم لما سواها من الواجبات أضيع. لأنها عماد الدين وقوامه وخير أعمال العباد: { وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ } أي: فأتوا بما ينافي البكاء والأمور المرضية من الأخلاق والأعمال، من الانهماك في المعاصي التي هي بريد الكفر: { فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً } أي: شرّاً. قال الزمخشريّ: كل شر عند العرب غيّ، وكل خير رشاد. قال المرقش:

فمن يلقَ خيراً يحمَدِ الناسُ أمرَهُ ومن يَغْوَ لا يَعْدَمْ على الغيّ لائمَا

أي من يفعل خيراً، يحمد الناس أمره. ومن يفعل الشر لا يعدم اللوائم على فعله. وقيل: أراد الشاعر بالخير المال. وبالغي الفقر أي: ومن يفتقر. ومنه القائل:

والناس من يلق خيراً قائلون له ما يشتهي. ولأمّ المخطئ الهَبَلُ

أي الثكل. ويجوز أن يكون المعنى جزاء غيّ. كقوله تعالى: { يَلْقَ أَثَاماً } [الفرقان: 68]، أي: شرّاً وعقاباً. فأطلق عليه كما أطلق الغيّ على مجازاته المسببة عنه، مجازاً أو: { غَيّاً } ضلالاً عن طريق الجنة. فهو بمعناه المشهور.