خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَٰوةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَٰشِعِينَ
٤٥
-البقرة

محاسن التأويل

{ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ } أي: على الوفاء بالعهد: { وَالصَّلاَةِ } أي: التي سرها خشوع القلب للرب. فإنها من أكبر العون على الثبات في الأمر. قال ابن جرير: أي: استعينوا على الوفاء بعهدي الذي عاهدتموني في كتابكم من طاعتي، واتباع أمري وترك ما تهوونه من الرياسة وحب الدنيا إلى ما تكرهونه من التسليم لأمري، واتباع رسولي محمد صلى الله عليه وسلم بالصبر عليه، والصلاة. فالآية متصلة بما قبلها، كأنهم لما أمروا بما شق عليهم لما فيه من الكلفة وترك الرياسة، والإعراض عن المال عولجوا بذلك { وَإِنَّهَا } الضمير للصلاة، وتخصيصها برد الضمير إليها لعظم شأنها، واشتمالها على ضروب من الصبر، وجُوّز عود الضمير على الاستعانة بهما: { لَكَبِيرَة } لشاقة ثقيلة كقوله تعالى: { { كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ } [الشورى: 13]: { إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ }.