خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَجَعَلْنَا ٱلسَّمَآءَ سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ
٣٢
-الأنبياء

محاسن التأويل

{ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً } أي: على الأرض كالقبة عليها: { مَحْفُوظاً } أي: عالياً محروساً أن ينال أو محفوظاً من التغير بالمؤثرات، مهما تطاول الزمان. كقوله تعالى: { { وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً } [النبأ: 12]، { وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ }. أي: عما وضع الله فيها من الأدلة والعبر، بالشمس والقمر وسائر النيرات، ومسايرها وطلوعها وغروبها، على الحساب القويم. والترتيب العجيب، الدال على الحكمة البالغة والقدرة الباهرة. وأي جهل أعظم من أعرض عنها ولم يذهب به وهمه إلى تدبرها والاعتبار بها والاستدلال على عظمة شأن من أوجدها عن عدم، ودبرها ونصبها هذه النصبة، وأودعها ما أودعها مما لا يعرف كنهه إلا هو، عَزَّت قدرته ولطف علمه؟.
وقرئ: عن آيتها , على التوحيد، اكتفاء بالواحدة في الدلالة على الجنس، أي: هم متفطنون لما يرد عليهم من السماء من المنافع الدنيوية كالاستضاءة بقمريها والاهتداء بكواكبها، وحياة الأرض والحيوان بأمطارها. وهم عن كونها آية بينة على الخالق، معرضون. أفاده الزمخشري.