خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى ٱلشَّيْطَانُ فِيۤ أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ ٱللَّهُ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ ٱللَّهُ آيَاتِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
٥٢
-الحج

محاسن التأويل

{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى } أي: رغب في انتشار دعوته، وسرعة علوّ شرعته: { أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ } أي: بما يصدّ عنها، ويصرف المدعوّين عن إجابتها: { فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ } أي: يبطله ويمحقه: { ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ } أي: يثبتها: { { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ } [الرعد: 17]، { وَاللَّهُ عَلِيمٌ } يعلم الإلقاءات الشيطانية، وطريق نسخها من وجه وحيه { حَكِيمٌ } يحكم آياته بحكمته. ثم أشار إلى أن من مقتضيات حكمته أنه يجعل الإلقاء الشيطانيّ فتنة للشاكّين المنافقين والقاسية قلوبهم عن قبول الحق، ابتلاء لهم ليزدادوا إثماً. ورحمة للمؤمنين ليزدادوا ثباتاً واستقامة، فقال تعالى: { لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي... }.