خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً
٥٤
-الفرقان

محاسن التأويل

{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً } أي: كما أخرج من المقدمات نتائج العلوم: { فَجَعَلَهُ } أي: البشر: { نَسَباً } أي: أصلاً أو فرعاً أو حاشية لقوم: { وَصِهْراً } أي: لآخرين يتعصب من أجل نسبه وصهره، فيعتقد باطلهم حقّاً. كذلك أهل الشغب يتعصبون لآبائهم ومشايخهم: { وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً } أي: وهو وإن صعب إزالته، فإن ربك الذي أمرك بالجهاد الكبير , قدير على إزالته. كما قدر في النسب والصهر. فلا يبالي المؤمنون لهما. انتهى كلام المهايميّرحمه الله .
وهو منزع في باب الإشارة غريب، أثرناه عنه للطافته. وأما معنى الآية في عظيم اقتداره سبحانه، حيث خلق البشر وقسمهم من نطفة واحدة قسمين ذوي نسب، أي: ذكوراً ينسب إليهم، فيقال: فلان بين فلان وفلانة بنت فلان. وذوات صهر أي: إناثاً يصاهر بهن، فظاهر. ونظيره قوله تعالى:
{ { فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى } [القيامة: 39].