خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً
٦٧
-الفرقان

محاسن التأويل

{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } أي: لم يجاوزوا الحدّ في الإنفاق، ولم يضيّقوا على أنفسهم وأهليهم وما يعروهم بخلاً ولُؤْماً. بل كانوا في ذلك متوسطين، وخير الأمور أوسطها.
قال الزمخشريّ: وصفهم الله بالقصد الذي هو بين الغلو والتقصير. وبمثله أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ { وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ } [الإسراء: 29]، وروى الإمام أحمد عن أبي الدرداء عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من فقه الرجل رفقه في معيشته" وأخرج أيضاً عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما عال من اقتصد" وروى البزار عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحسن القصد في الغنى، وما أحسن القصد في الفقر، وما أحسن القصد في العبادة" .
وعن الحسن: ليس في النفقة في سبيل الله سرف. وسمع رجل رجلاً يقول: لا خير في الإسراف. فقال: لا إسراف في الخير.