{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ } أي: بالمطر: { وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ } أي: في البحر عند هبوبها: { وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ } أي: بتجارة البحر: { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي: ولتشكروا نعمة الله فيما ذكر { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين } هذه تسلية له صلّى الله عليه وسلم بمن قبله على وجه يتضمن الوعد له , والوعيد لمن عصاه.
قال الزمخشري: في قوله تعالى: { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين } تعظيم للمؤمنين، ورفع من شأنهم، وتأهيل لكرامة سنية، وإظهار لفضل سابقة ومزية، حيث جعلهم مستحقين على الله أن ينصرهم، مستوجبين عليه أن يظهرهم ويظفرهم.