خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَمِنْهُمْ مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً
٥٥
-النساء

محاسن التأويل

{ فَمِنْهُم مّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مّن صَدّ عَنْهُ } حكاية لما صدر عن أسلافهم، أي: فمن جنس هؤلاء الحاسدين وآبائهم من آمن بما أوتي آل إبراهيم، ومنهم من كفر به وأعرض عنه وسعى في صد الناس عنه، وهو منهم ومن جنسهم، أي: من بني إسرائيل، وقد اختلفوا عليه، فكيف بك يا محمد ولست من بني إسرائيل؟ فالكفرة منهم أشد تكذيباً لك وأبعد عما جئتهم به من الهدى والحق المبين، وفيه تسلية لرسول الله صَلّى اللهُ عليّه وسلّم وأن ذلك ديدنهم المستمر.
{ وَكَفَى بِجَهَنّمَ سَعِيراً } أي: ناراً مسعّرة يعذبون بها على كفرهم وعنادهم ومخالفتهم كتب الله ورسله، ثم أخبر تعالى عما يعاقب به في نار جهنم من كفر بآياته وصد عن رسله فقال:
{ إِنّ الّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ ... }.