خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوۤاْ إِلَى ٱلطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوۤاْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً
٦٠
-النساء

محاسن التأويل

{ أَلم تَرَ إِلَى الّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ } يعني القرآن.
{ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ } يعني التوراة ووصفهم بادعاء الإيمان بالقرآن وبما أنزل من قبله، لتأكيد العجيب من حالهم وتشديد التوبيخ والاستقباح، ببيان كمال المباينة بين دعواهم المقتضية حتماً للتحاكم إلى الرسول، وبين ما صدر عنهم من مخالفة الأمر المحتوم.
{ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطّاغُوتِ } الداعي إلى الطغيان بالحكم على خلاف المنزل إليك والمنزل على من قبلك، وتقدم قريباً معاني الطاغوت، والمراد به ها هنا ما سوى كتاب الله وسنة رسوله، من الباطل. { وَقَدْ أُمِرُواْ } في جميع تلك الكتب.
{ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ } أي: يتبرؤوا منه، لأنه تحاكم على خلاف ما أنزل الله في كتبه فيعصونه ويطيعون الشيطان.
{ وَيُرِيدُ الشّيْطَانُ } أي: من الجن والْإِنْسَ.
{ أَن يُضِلّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً } عن الحق والهدى، وقوله: { وَيُرِيدُ } إلخ عطف على ( يريدون ) داخل في حكم التعجيب، فإن اتباعهم لمن يريد إضلالهم وإعراضهم عمن يريد هدايتهم، أعجب من كل عجيب.