{ فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ } أي: مما زين للناس حبه من الشهوات: { فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } أي: فهو متاع لكم، تتمتعون به في الدنيا، وليس من الآخرة: { وَمَا عِندَ اللَّهِ } أي: من ثوابه الأخروي: { خَيْرٌ وَأَبْقَى } وذلك لخلوصه عن الشوائب ودوامه: { لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } أي: في أمورهم، وقيامهم بأسبابهم: { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } أي: يصفحون عمن أساء إليهم: { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ } أي حينما دعاهم إلى توحيده، والبراءة من عبادة غيره: { وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ } أي: لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه، وذلك من فرط تدبّرهم وتيقظهم، وصدق تآخيهم في إيمانهم وتحابّهم في الله تعالى: { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } أي: فيؤدّون ما فرض عليهم من الحقوق لأهلها، من زكاة ونفقة. وما ندبوا إليه من مواساة وصدقة ومعونة.