خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ
٢١
-محمد

محاسن التأويل

{ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } فيه أوجه:
أحدها - أنه خبر أولى على ما تقدم.
الثاني - أنها صفة السورة. أي: فإذا أنزلت سورة محكمة طاعة، أي: ذات طاعة، أو مطاعة. ذكره مكيّ، وأبو البقاء. وفيه بعد، لكثرة الفواصل.
الثالث - أنها مبتدأ، وقول عطف عليها، والخبر محذوف. تقديره: أمثل بكم من غيرهما. وقدّره مكيّ: منا طاعة، فقدّره مقدماً. الرابع - أن يكون خبر مبتدأ محذوف. أي: أمرنا طاعة.
الخامس - أن لهم: خبر مقدم، وطاعة: مبتدأ مؤخر. والوقف والابتداء يعرفان مما قدمته، فتأمل - أفاده السمين -.
{ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ } أي: جد الحال، وحضر القتال: قال أبو السعود: أسند العزم، وهو الجد إلى الأمر، وهو لأصحابه، مجازاً. كما في قوله تعالى:
{ { إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } [لقمان: 17]، وعامل الظرف محذوف. أي: خالفوا وتخلفوا. وقيل ناقضوا. وقيل: كرهوا. وقيل: هو قوله تعالى: { فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ } على طريقة قولك: إذا حضرني طعام، فلو جئتني لأطعمتك. أي: فلو صدقوه تعالى فيمل قالوه من الكلام المنبئ عن الحرص على الجهاد، بالجري على موجبه: { لَكَانَ } أي: الصدق: { خَيْراً لَّهُمْ } أي: في عاجل دنياهم، وآجل معادهم. قيل: فلو صدقوه في الإيمان، وواطأت قلوبهم في ذلك ألسنتهم. وأيّاً ما كان، فالمراد بهم الذين في قلوبهم مرض، وهم المخاطبون بقوله تعالى: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ... }.