خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٣٧
-الأنعام

محاسن التأويل

{ وَقَالُوا } يعني: مشركي مكة، بيان لنوع آخر من تعنتهم، إذ لم يقتنعوا بما شاهدوا من البينات التي تخرّ لها صمّ الجبال { لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ } أي: خارق، على مقتضى ما كانوا يريدون ومما يتعنتون. كقولهم: { { وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً } [الإسراء: 90]. الآيات.
{ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ } أي: إن اقتراحهم جهل، لما أن في تنزيلها قلعاً لأساس التكليف، المبني على قاعدة الاختيار. أو استئصالاً لهم بالكلية، فإن من لوازم جحد الآية الملجئة، الهلاك، جرياً على سنته تعالى في الأمم السالفة. وتخصيصُ عدم العلم بأكثرهم، لما أن بعضهم واقفون على حقيقة الحال، وإنما يفعلون ما يفعلون مكابرة وعناداً.