خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَٰباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ
٧
-الأنعام

محاسن التأويل

{ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ } أي: مكتوباً في ورق: { فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ } أي: فمسوه { لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا } أي: ليس هذا المعظم بهذه الوجوه الدالة على أنه لا يكون إلا من الله { إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ } تعنتاً وعناداً، وتخصيص اللمس لأن التزوير لا يقع فيه، فلا يمكنهم أن يقولوا إنما سكرت أبصارنا، ولأنه يتقدمه الإبصار، حيث لا مانع. وتقييده بـ الأيدي لرفع التجوز، فإنه قد يتجوز به للفحص، كقوله: { { وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء } [الجن: 8] - أفاده البيضاوي.
قال الناصر في " الانتصاف ": والظاهر أن فائدة زيادة لمسهم له بأيديهم، تحقيق القراءة على قرب. أي: فقرؤوه وهو في أيديهم، لا بعيد عنهم، لما آمنوا.
وقال ابن كثير: وهذا كما قال تعالى مخبراً عن مكابرتهم للمحسوسات:
{ { وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ } [الحجر: 14 - 15]. ولقوله تعالى: { { وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ } [الطور: 44].