خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ
٨٣
-الأعراف

محاسن التأويل

{ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ } أي: ومن يختص به من ذويه، أو من المؤمنين لطيبهم. قال ابن كثير: ولم يؤمن به أحد منهم سوى أهل بيته فقط، كما قال تعالى: { { فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [الذاريات: 36، 36]. { إِلاَّ امْرَأَتَهُ } أي: فإنا لم ننجها لخبثها. قال ابن كثير: إنها لم تؤمن به، بل كانت على دين قومها، تمالئهم عليه وتُعلِمهُمْ بمن يقدم عليه من ضيفانه بإشارات بينها وبينهم. ولهذا لما أُمر لوط عليه السلام ليسري بأهله، أُمر أن لا يُعلمها ولا يخرجها من البلد. ومنهم من يقول بل اتبعتهم، فلما جاء العذاب التفتت هي، فأصابها ما أصابهم. الأظهر أنها لم تخرج من البلد، ولا أعلمها لوط، بل بقيت معهم، ولهذا قال ههنا: { إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ } أي: من الذين غبروا في ديارهم، أي: بقوا فهلكوا. وقيل: من الهالكين وهو تفسير باللازم، التذكير للتغليب، ولبيان استحقاقها لما يستحقه المباشرون للفاحشة.