{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } تقرأ على المستهزئين الوليد بن المغيرة وأصحابه { آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ } مبينات بالأمر والنهي { قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } لا يخافون البعث بعد الموت وهم مستهزئون { ٱئْتِ } يا محمد { بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَآ أَوْ بَدِّلْهُ } غيره فاجعل آية الرحمة آية العذاب وآية العذاب آية الرحمة.
{ قُلْ } لهم يا محمد { مَا يَكُونُ لِيۤ } ما يجوز لي { أَنْ أُبَدِّلَهُ } أن أغيره { مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ } من قبل نفسي { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىۤ إِلَيَّ } ما أقول وما أعمل إلا بما يوحى إلي في القرآن { إِنِّيۤ أَخَافُ } أعلم { إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي } فبدلته أن يكون على { عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } شديد { قُل } يا محمد { لَّوْ شَآءَ ٱللَّهُ } أن لا أكون رسولاً { مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ } ما قرأت القرآن عليكم { وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ } يقول ولا أعلمكم به بالقرآن { فَقَدْ لَبِثْتُ } مكثت { فِيكُمْ عُمُراً } أربعين سنة { مِّن قَبْلِهِ } من قبل القرآن ولم أقل من هذا شيئاً { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أفليس لكم ذهن الإنسانية أنه ليس من تلقاء نفسي { فَمَنْ أَظْلَمُ } أعتى وأجرأ على الله { مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ } اختلق { عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ } لا ينجو ولا يأمن { ٱلْمُجْرِمُونَ } المشركون من عذاب الله { وَيَعْبُدُونَ } كفار مكة { مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ } إن لم يعبدوا في الدنيا ولا في الآخرة { وَلاَ يَنفَعُهُمْ } إن عبدوا في الدنيا ولا في الآخرة { وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلاۤءِ } يعنون الأوثان { شُفَعَاؤُنَا } يشفعون لنا { عِندَ ٱللَّهِ قُلْ } لهم يا محمد { أَتُنَبِّئُونَ ٱللَّهَ } أتخبرون الله { بِمَا لاَ يَعْلَمُ } أن ليس { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } إله ينفع أو يضر غيره { سُبْحَانَهُ } نزه نفسه عن الولد والشريك { وَتَعَالَىٰ } ارتفع وتبرأ { عَمَّا يُشْرِكُونَ } به من الأوثان { وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ } في زمان إبراهيم ويقال في زمن نوح { إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً } على ملة واحدة ملة الكفر فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين { فَٱخْتَلَفُواْ } فصاروا مؤمنين وكافرين { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ } بتأخير العذاب عن هذه الأمة { سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ } وجبت من ربك { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } لهلكوا { فِيمَا فِيهِ } في الدين { يَخْتَلِفُونَ } يخالفون { وَيَقُولُونَ } يعني كفار مكة { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ } هلا أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام { آيَةٌ } علامة { مِّن رَّبِّهِ } على ما يقول { فَقُلْ } يا محمد { إِنَّمَا ٱلْغَيْبُ } بنزول الآية { لِلَّهِ فَٱنْتَظِرُوۤاْ } هلاكي { إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنتَظِرِينَ } لهلاككم.