{ إِلاَّ تَنفِرُواْ } إن لم تخرجوا مع نبيكم إلى غزوة تبوك { يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً } وجيعاً في الدنيا والآخرة { وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } خيراً منكم وأطوع { وَلاَ تَضُرُّوهُ } أي لا يضر الله جلوسكم { شَيْئاً وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من العذاب والبدل { قَدِيرٌ إِلاَّ تَنصُرُوهُ } إن لم تنصروا محمداً صلى الله عليه وسلم بالخروج معه إلى غزوة تبوك { فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة { ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ } يعني رسول الله وأبا بكر { إِذْ هُمَا } رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه { فِي ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ } رسول الله صلى الله عليه وسلم { لِصَاحِبِهِ } أبي بكر { لاَ تَحْزَنْ } يا أبا بكر { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا } معيننا { فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ } طمأنينته { عَلَيْهِ } على نبيه { وَأَيَّدَهُ } أعانه يوم بدر ويوم الأحزاب ويوم حنين { بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } يعني الملائكة { وَجَعَلَ كَلِمَةَ } دين { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفْلَىٰ } المغلوبة المذمومة { وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلْعُلْيَا } الغالبة الممدوحة { وَٱللَّهُ عَزِيزٌ } بالنقمة من أعدائه { حَكِيمٌ } بالنصرة لأوليائه { ٱنْفِرُواْ } اخرجوا مع نبيكم إلى غزوة تبوك { خِفَافاً وَثِقَالاً } شباناً وشيوخاً ويقال نشاطاً وغير نشاط ويقال خفافاً من المال والعيال وثقالاً بالمال والعيال { وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله { ذٰلِكُمْ } الجهاد { خَيْرٌ لَّكُمْ } من الجلوس { إِن كُنتُمْ } إذ كنتم { تَعْلَمُونَ } وتصدقون ذلك { لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً } غنيمة قريبة { وَسَفَراً قَاصِداً } هيناً { لاَّتَّبَعُوكَ } إلى غزوة تبوك بطيبة الأنفس { وَلَـٰكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ ٱلشُّقَّةُ } السفر إلى الشام { وَسَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ } لكم إذا رجعتم من غزوة تبوك عبد الله بن أبي وجد بن قيس ومعتب بن قشير وأصحابهم الذين تخلفوا عن غزوة تبوك { لَوِ ٱسْتَطَعْنَا } بالزاد والراحلة { لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ } إلى غزوة تبوك { يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ } بالحلف الكاذبة { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } لأنهم كانوا يستطيعون الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم { عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ } يا محمد { لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ } للمنافقين بالجلوس { حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ } في إيمانهم بالخروج معك { وَتَعْلَمَ ٱلْكَاذِبِينَ } في إيمانهم بالتخلف عن الخروج بلا إذن { لاَ يَسْتَأْذِنُكَ } بعد غزوة تبوك { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } في السر والعلانية { أَن يُجَاهِدُواْ } أن لا يجاهدوا { بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك.