{ إِذْ تُصْعِدُونَ } أي تبعدون في الأرض ويقال تصعدون الجبل بعد الهزيمة { وَلاَ تَلْوُونَ عَلَىٰ أحَدٍ } لا تلتفتون إلى محمد ولا تقفون له { وَٱلرَّسُولُ } محمد { يَدْعُوكُمْ فِيۤ أُخْرَاكُمْ } من خلفكم يا معشر المؤمنين أنا رسول الله قفوا فلم تقفوا { فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ } زادكم الله غماً على غم غم إشراف خالد بن الوليد بغم القتل والهزيمة { لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ } من الغنيمة { وَلاَ مَآ أَصَابَكُمْ } ولكي لا تحزنوا على ما أصابكم من القتل والجراحة { وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } في الجهاد والهزيمة ثم ذكر منته عليهم فقالَ { ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّن بَعْدِ ٱلْغَمِّ أَمَنَةً } من العدو { نُّعَاساً يَغْشَىٰ طَآئِفَةً } أخذ طائفة { مِّنْكُمْ } النعاس فنام من كان منكم أهل الصدق واليقين { وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ } قد أخذتهم همة أنفسهم معتب بن قشير المنافق وأصحابه لم يأخذهم النوم { يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ } أن لا ينصر الله رسوله وأصحابه { ظَنَّ ٱلْجَاهِلِيَّةِ } كظنهم في الجاهلية { يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلأَمْرِ } من النصرة والدولة { مِن شَيْءٍ قُلْ } يا محمد { إِنَّ ٱلأَمْرَ } الدولة والنصرة { كُلَّهُ للَّهِ } بيد الله { يُخْفُونَ فِيۤ أَنْفُسِهِم } يسرون فيما بينهم { مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ } ما لا يظهرون لك مخافة القتل { يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلأَمْرِ } من الدولة والنصرة { شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل } يا محمد للمنافقين { لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ } في المدينة { لَبَرَزَ } لخرج { ٱلَّذِينَ كُتِبَ } قضي { عَلَيْهِمُ ٱلْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ } إلى مقتلهم ومصارعهم بأحد { وَلِيَبْتَلِيَ ٱللَّهُ } ليختبر الله { مَا فِي صُدُورِكُمْ } بما في قلوب المنافقين { وَلِيُمَحِّصَ } ليبين { مَا فِي قُلُوبِكُمْ } من النفاق { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } بما في القلوب من الخير والشر يعني المنافقين ويقال الرماة ثم ذكر المنهزمين يوم أحد فقال { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ } بالهزيمة عثمان بن عفان وأصحابه { يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ } جمع محمد وجمع أبي سفيان { إِنَّمَا ٱسْتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيْطَانُ } زين لهم الشيطان أن محمداً قتل فانهزموا ستة فراسخ وكانوا ستة نفر { بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ } بتركهم المركز { وَلَقَدْ عَفَا ٱللَّهُ عَنْهُمْ } إذ لم يستأصلهم { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } لمن تاب منهم { حَلِيمٌ } إذ لم يعجل لهم العقوبة.