{ وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ } يقول الله يوم القيامة { يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ } في الدنيا { ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ قَالَ } يقول عيسى { سُبْحَانَكَ } نزه ربه { مَا يَكُونُ } يقول ما كان ينبغي وما يجوز { لِيۤ أَنْ أَقُولَ } لهم { مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ } بجائز { إِن كُنتُ قُلْتُهُ } لهم { فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي } ما كان مني لهم من الأمر والنهي { وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ } ما كان منك لهم من الخذلان والتوفيق { إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ } ما غاب عن العباد { مَا قُلْتُ لَهُمْ } في الدنيا { إِلاَّ مَآ أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } وخافوا الله وأطيعوه { رَبِّي وَرَبَّكُمْ } هو ربي وربكم { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً } بالبلاغ { مَّا دُمْتُ فِيهِمْ } ما كنت فيهم { فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي } رفعته من بينهم { كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ } الحفيظ والشهيد عليهم { وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من مقالتي ومقالتهم { شَهِيدٌ } عليم قال عيسى { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } قد فسرتها في التقديم { قَالَ ٱللَّهُ } سيقول الله { هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ } والمؤمنين إيمانهم والمبلغين تبليغهم والموفين وفاؤهم { لَهُمْ جَنَّاتٌ } بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها وسررها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الماء واللبن والخمر والعسل { خَالِدِينَ فِيهَآ } مقيمين في الجنة لا يموتون فيها ولا يخرجون منها { أَبَداً رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ } بإيمانهم وعملهم { وَرَضُواْ عَنْهُ } بالثواب والكرامة { ذٰلِكَ } الذي ذكرت من الخلود والرضوان { ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } النجاة الوافرة فازوا بالجنة ونجوا من عذاب النار { لِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } خزائن السموات والأرض. خزائن السموات المطر والأرض النبات والثمار وغير ذلك { وَمَا فِيهِنَّ } من الخلق والعجائب { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من خلق السموات والأرض والثواب والعقاب { قَدِيرٌ } فاحمدوا الذي خلق السموات والأرض.