خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُمْ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ
٢٨
فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ
٢٩
هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ وَرُدُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ
٣٠
-يونس

بحر العلوم

قوله تعالى: { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } وهذا كله في يوم نجمعهم جميعاً. يعني الكفار وآلهتهم { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ } يعني قفوا أنتم وآلهتكم. ويقال الرؤساء والأتباع { فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ } يعني ميزنا وفرقنا بين المشركين وبين آلهتهم. وأصله في اللغة من زال يزول. وأزلته وزيلته بمعنى واحد. ويقال فرقنا بينهم من التواصل والألفة، يعني بين الرؤساء والأتباع. ويقال يأمر الله تعالى أن تلحق كل أمة بما كانوا يعبدون من دون الله فيتفرق أهل الملل، وذلك قوله { فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ } يعني بين أهل الشرك وأهل الإسلام "ثم قال للمشركين ماذا كنتم تعبدون فينكرون ويحلفون ثم يقرون بعدما يختم على أفواههم وتشد أعضاؤهم أنهم كانوا يعبدون الأصنام" { وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ } يعني: آلهتهم لمن عبدها { مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } في الدنيا بأمرنا، ولا نعلم بعبادتكم إيانا ولم تكن فينا روح فنعقل عبادتكم إيانا. فيقول من عبدها قد عبدناكم وأمرتمونا فأطعناكم فقالت الآلهة { فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } يعني عالماً { بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَـٰفِلِينَ } يعني: ولم نعلم أنكم تعبدوننا والفائدة في إحضار الأصنام أن يظهر عند المشركين ضعف معبودهم فيزيدهم حسرة على ذاك ثم قال تعالى: { هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ } قرأ حمزة والكسائي "تَتْلُواْ" بالتاءين، يعني عند ذلك نقرأ كل نفس، برة أو فاجرة { مَّا أَسْلَفَتْ } يعني: ما عملت من خير أو شر وهذا قوله { { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَـٰمِهِمْ } [الإسراء: 71] ويقال تتلو يعني تتبع كقوله { وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلـٰهَا } [الشمس: 2] يعني تبعها، والباقون تَبْلُو بالتاء والباء يعني عند ذلك تجد. ويقال تظهر. كقوله { { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ } [الطارق: 9] وقال القتبي أي يختبر. ثم قال { وَرُدُّواْ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلَـٰهُمُ ٱلْحَقُّ } يعني رجعوا في الآخرة إلى الله مولاهم الحق { وَضَلَّ عَنْهُم } يعني: اشتغل عنهم آلهتهم بأنفسها { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } يعني: يختلقون من الأوثان فلا يكون لهم شفاعة. ويقال بطل افتراؤهم واضمحل.