{ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَـٰبُ ٱلحِجْرِ ٱلْمُرْسَلِينَ } وهم قوم صالح كذبوا صالحاً. والحجر أرض ثمود { وَءاتَيْنَـٰهُمْ ءايَـٰتِنَا } أي: الناقة { فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } يقول: مكذبين بها { وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتًا ءامِنِينَ } من أن تقع عليهم الجبال. ويقال: آمنين من نزول العذاب فلم يعرفوا نعمة الله تعالى، ويقال: آمنين من العذاب بعقر الناقة. فعقروا الناقة وقسموا لحمها فأهلكهم الله تعالى بصيحة جبريل فذلك قوله { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ } أي: حين أصبحوا { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } (يعني: فما نفعهم ما كانوا يكسبون من الكفر والشرك) قوله: { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } أي: للحق والباء توضع موضع اللام أي: لينظر عبادي إليها فيعتبروا، ويقال: وما خلقناهما إلا عذراً وحجة على خلقي { وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَةٌ } أي: لكائنة لا محالة { فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ } أي: اعرض عنهم إعراضاً جميلاً بلا جزع منك { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْخَلَّـٰقُ ٱلْعَلِيمُ } أي: عليماً بمن يؤمن وبمن لا يؤمن، ويقال العليم يعلم متى تقوم الساعة.