{ٱلَّذِينَ ءاتَيْنَـٰهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ} وهم مؤمنو أهل الكتاب {يَعْرِفُونَهُ} يعني محمداً - صلى الله عليه وسلم - بنعته وصفته {كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ} بين الغلمان. قال عبد الله بن سلام والله إني لأنا كنت أشد معرفة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني بإبني فقال له عمر - رضي الله عنه -: وكيف ذلك يا ابن سلام؟ فقال: لأني أشهد أنه رسول الله حقاً وصدقاً ويقيناً وأنا لا أشهد بذلك على ابني لأني لا أدري ما أحدثت النساء بعدي [فقال له: والله يا ابن سلام لقد صدقت أو أصبت] ثم قال تعالى: {وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ} يعني طائفة من اليهود {لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ} في كتابهم {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أنه نبي مرسل. قال مقاتل: إن اليهود قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لم تطوفون بالبيت المبني بالحجارة فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -
"إن الطواف بالبيت حق وإنه هو القبلة مكتوب في التوراة" ، فجحدوا ذلك فنزل قوله تعالى: {ٱلَّذِينَ ءاتَيْنَـٰهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ} يعني التوراة يعرفون أن البيت قبلة كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ذلك في أمر القبلة. ثم قال تعالى: {ٱلْحَقُّ مِن رَّبّكَ} يا محمد إن الكعبة قبلة إبراهيم {فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ} أي من الشاكين. إنهم يعرفون أنها قبلة إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -.