قوله تعالى: { وَلاَ تَنْكِحُواْ ٱلْمُشْرِكَـٰتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ }. نزلت في مرثد بن أبي مرثد الغنوي وكان يأتي مكة ويخرج منها أناساً من المسلمين [كانوا بها] سراً من أهل مكة فلما قدم مكة جاءته امرأة يقال لها عناق كانت بينهما خلة في الجاهلية فقالت له هل لك أن تخلو بي فقال لها: يا عناق إن الإسلام قد حال بيننا وبين ذلك وقد حرمت علينا ولكني أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أتزوجك إن شئت فلما رجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأله عن ذلك فنزلت هذه الآية: { وَلاَ تَنْكِحُواْ ٱلْمُشْرِكَـٰتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ } { وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ } يقول: نكاح أمة مؤمنة { خَيْرٌ مِّن } نكاح حرة { مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ } أي أعجبكم نكاحها { وَلاَ تُنكِحُواْ ٱلْمُشِرِكِينَ } يقول: لا تنكحوا نساءكم المشركين { حَتَّىٰ يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن } تزويج { مُشْرِكٍ } حر { وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ } يعني إلى عمل أهل النار { وَٱللَّهُ يَدْعُواْ إِلَىٰ ٱلْجَنَّةِ وَٱلْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ } يعني إلى التوحيد والتوبة { بِإِذْنِهِ } أي بأمره ويقال: يدعوكم إلى مخالطة المؤمنين لأن ذلك أوصل إلى الجنة والمغفرة بإذنه أي بعلمه الذي يعلم أنه أوصل لكم إليها { وَيُبَيِنُ آيَـٰتِهِ لِلنَّاسِ } أي أمره ونهيه في أمر التزويج { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } ينتهون عن المعاصي والنكاح الحرام. ويقال: إن رجلاً من الأنصار أعتق جارية له فأراد رجل من قريش أن يتزوجها فعيروه بذلك فنزلت هذه الآية { وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مّن مُّشْرِكَةٍ }.