خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
٨٠
-البقرة

بحر العلوم

{ وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً } روي عن الضحاك أنه قال: لم يكن أحد من الكفار أجرأ على الله تعالى من اليهود حين قالوا: { عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ } [التوبة: 30] وقالوا: إن الله فقير وقالوا أيضاً { لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً } أي مقدار الأيام التي عبد فيها العجل آباؤنا. وهي أربعون يوماً. وقال مجاهد: { إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً } أي عدد أيام الدنيا وهي سبعة أيام. وهكذا روي عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: وقال بعضهم كان مذهبهم مذهب جهم في أنهم لا يرون الخلود في النار. قال الله تعالى: { قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْدًا } قال الزجاج: معناه أعهد إليكم ألا يعذبكم إلا هذا المقدار إن كان لكم عهد؟ { فَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ } أي وعده. ويقال: أعقدتم عند الله عقداً وهو عقد التوحيد فلن يخلف الله عهده أي وعده. وقد قيل: هل أنزل عليكم بذلك آية { أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } أي بل تقولون على الله ما لا تعلمون. وروي في الخبر أنهم إذا مضت عليهم في النار تلك المدة قالت لهم الخزنة: يا أعداء الله ذهب الأجل وبقي الأبد، فأيقنوا بالخلود.