خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَٰواْ أَضْعَٰفاً مُّضَٰعَفَةً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
١٣٠
وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيۤ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ
١٣١
-آل عمران

بحر العلوم

{ يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرّبَا أَضْعَـٰفاً مُّضَـٰعَفَةً } قال الزَّجاج: يعني لا تضاعفوا أموالكم بالربا. وقال القتبي: هو ما يضاعف منها شيء بعد شيء. ويقال: أضعافاً مضاعفة عند البيع، (ببيعه) بأكثر من قيمته مضاعفة بعد العقد، أن يزيده في الأجل ويزيد في المال. ويقال: المضاعفة: هي نعت الأضعاف، كما قال تعالى: { { حَلَـٰلاً طَيِّباً } . [البقرة: 168 وغيرها] والطيب: هو نعت الحلال. ثم قال تعالى: { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } في الربا فلا تستحلوه { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أي لكي تنجوا من العذاب. ثم خَوّفهم فقال: { وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَـٰفِرِينَ } يعني خُلقت وهيئت للكافرين. وقالت المعتزلة: من أتى بالكبيرة ومات عليها، فإنه يخلد في النار (كالكافر، فإنه) وعد لأكل الربا النار كما وعد الكفار وقال أكثر أهل العلم والتفسير: هذا الوعيد لمن استحل الربا ومن استحل الربا فإنه يكفر ويصير إلى النار، ويقال: معناه اتقوا العمل الذي ينزع منكم الإيمان فتستوجبوا النار، لأن من الذنوب ما يستوجب به نزع الإيمان، ويخاف عليه، فمن ذلك عقوق الوالدين. وقد جاء في ذلك أثر: أن رجلاً كان عاقاً لوالدته يقال له علقمة فقيل له عند الموت قل: لا إله إلا الله، فلم يقدر على ذلك حتى جاءت أمه فرضيت [منه] ومن ذلك قطيعة الرحم، وأكل الربا، والخيانة في الأمانة. وذكر أبو بكر الوراق عن أبي حنيفة أنه قال: (أكبر) ما في الذنوب (الذي ينزع) الإيمان من العبد عند الموت، ثم قال أبو بكر: (فنظرنا) في الذنوب التي تنزع الإيمان من العبد، فلم نجد شيئاً أسرع نزعاً للإيمان من ظلم العباد.