قوله عز وجل: {قَالُواْ مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا} يعني آدمي مثلنا {وَمَا أَنَزلَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مِن شَىْء} يعني لم يرسل الرسل من الآدميين {إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ} بأنكم رسل الله تعالى يعني أرسلكم عيسى بأمر الله تعالى، فأنكروا ذلك {قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ} يعني أن الرسل قالوا ربنا يعلم {إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ} يعني أرسلنا عيسى عليه السلام بأمر الله تعالى {وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ ٱلْبَلَـٰغُ ٱلْمُبِينُ قَالُواْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} يعني قال أهل أنطاكية إنا تشاءمنا بكم، وهذا الذي يصيبنا من شؤمكم، وهو قحط المطر {لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ} يعني لنقتلنّكم {وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالُواْ طَـٰئِرُكُم مَّعَكُمْ} يعني شؤمكم معكم وبأعمالكم الخبيثة، ويقال: إن الذي يصيبكم كان مكتوباً في أعناقكم {أَءن ذُكّرْتُم} يعني إن وعظتم بالله، قرأ نافع، وأبو عمرو (آين) بهمزة واحدة ممدودة، وقرأ الباقون بهمزتين، وقرأ زر بن حبيش: إِنْ ذكرتم بهمزة واحدة مع التخفيف والفتح يعني: لأنكم وعظتم فلم تتعظوا، ومن قرأ بالاستفهام فمعناه: إن وعظتم تطيرتم، قالوا: هذا جواباً لقولهم إنا تطيرنا بكم، ويقال معناه: أئن ذكرتم، يعني حين وعظتم بالله تشاءمتم بنا، ثم قال: {بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} يعني مشركون.