فقال عز وجل: {أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم} يعني: أولم ينظروا فيعتبروا فيما أنعم الله عز وجل عليهم قوله {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعـٰماً} يعني: أنا خلقنا لهم بقوتنا وبقدرتنا وبأمرنا {أَنْعـٰماً} يعني: الإبل والبقر والغنم {فَهُمْ لَهَا مَـٰلِكُونَ} يعني: الأنعام وقال قتادة: يعني ما في بطونها {وَذَلَّلْنَـٰهَا لَهُمْ} يعني: سخرناها لهم فيحملون عليها ويسوقونها حيث شاؤوا فلا تمتنع منهم {فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ} في انتفاعهم وحوائجهم {وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ} من الإبل والبقر والغنم {وَلَهُمْ فِيهَا} يعني: في الأنعام {مَنَـٰفِعُ} في الركوب والحمل والصوف والوبر {وَمَشَـٰرِبُ} يعني: ألبانها {أَفَلاَ يَشْكُرُونَ} رب هذه النعمة فيوحدونه، يعني: اشكروا ووحدوا {وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ ءالِهَةً} يعني: تركوا عبادة رب هذه النعم وعبدوا الآلهة {لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ} يعني: لعل هذه الآلهة تمنعهم من العذاب في ظنهم يقول الله عز وجل: {لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ} يعني: منعهم من العذاب {وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مٌّحْضَرُونَ} يعني: الكفار للأصنام جند يتعصبون لها ويحضرونها في الدنيا للآلهة، ويقال: وهم لهم جند محضرون يعني لآلهتهم كالعبيد والخدم، قيام بين أيديهم، وقال الحسن: {وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ} في الدنيا {مُحْضَرُونَ} في النار ثم قال عز وجل: {فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ} يعني: لا يحزنك يا محمد تكذيبهم إياك {إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ} من التكذيب {وَمَا يُعْلِنُونَ} يعني: ما يظهرون لك من العداوة.