خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
١٦٤
وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ ٱلأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
١٦٥
-الأنعام

بحر العلوم

{ قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِي رَبًّا } يعني يقول: أعبد وأطلب رباً غيره { وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ } من خلقه في السموات والأرض، لأنهم كانوا يقولون له: نحن كفلاء لك بما يصيبك ومن تابعك فنزلت { وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا } يعني [إلا] لها أو عليها، إن كان خيراً فلها وإن كان شراً فعليها { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } يعني لا تحمل نفس خطيئة نفس أخرى { ثُمَّ إِلَىٰ رَبّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ } أي مصيركم في الآخرة { فَيُنَبّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } من الدين ويبين لكم الحق من الباطل بالمعاينة، ثم قال: { وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَـٰئِفَ ٱلأَرْضِ } يعني سكان الأرض من بعد إهلاك الأمم الخالية لأن النبي - عليه السلام - خاتم النبيين، وأمته قد خلفوا جميع الأمم. ويقال: خلائف يعني يخلف بعضكم بعضاً { وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَـٰتٍ } أي فضل بعضكم على بعض في المال والرزق { لِيَبْلُوَكُمْ فِيمَا ءاتَـٰكُمُ } يعني ليبتلي الموسر بالغِنَى ويطلب منه الشكر ويبتلي المُعْسِر بالفاقة ويطلب منه الصبر. ويقال: { لِيَبْلُوَكُمْ } يعني بعضكم ببعض كما قال الله تعالى: { { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً } [الفرقان: 20]. ثم خوفه فقال: { إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ } كأنه جاء لأن "ما هو آتٍ فهو قريب"، كما قال: { { وَمَآ أَمْرُ ٱلسَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ ٱلْبَصَرِ } [النحل: 77] { وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } يعني لمن أطاعه في فاقة أو غِنى. ويقال: { سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ } لمن لم يشكر نعمته وكان مصراً على ذلك { وَأَنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } لمن رجع وتاب، رحيم بعد التوبة. ويقال: { سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ } لمن لم يحفظ نفسه فيما أعطاه من فضل الله وترك حق الله في ذلك وإنه { لَغَفُورٌ } لمن تاب، { رَّحِيمٌ } بعد التوبة. قال الفقيه: قال: حدثنا أبو الحسن بن حمدان، بإسناده عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة وشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتهليل والتحميد" . قال وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ سورة الأنعام، صلى عليه واستغفر له أولئك السبعون ألف ملك بعدد كل آية في سورة الأنعام يوماً وليلة" .