قوله تعالى: { قُلْ أَرَأَيْتُمْ } أَي قل لأهل مكة أرأيتم { إِنْ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمْعَكُمْ } فلم تسمعوا شيئاً { وَأَبْصَـٰرَكُمْ } فلم تبصروا شيئاً { وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ } فلم تعقدوا شيئاً { مَّنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ } يعني هل أحد يرده عليكم { يَأْتِيكُمْ بِهِ } يعني يخلقها لكم. ثمَّ قال: { ٱنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَـٰتِ } أي كيف تبين لهم العلامات فيما ذكر من تخويفهم { ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ } يعني يُعرضون ولا يعتبرون. قرأ نافع: (أرأيتم: بعد الألف بغير همز، وقرأ الكسائي بغير مد ولا همز. وقرأ الباقون: بالهمز. فهي كلها لغات العرب. ثم قال: { قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ: إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً } يعني فجأة أو علانية { هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ }. يعني لا يهلك إلا القوم الكافرون. ثم قال: { وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ } يعني ليس لهم أن يقترحوا من أنفسهم وإنما أرسلهم بتبليغ الرسالة مبشرين بالجنة لمن أطاعه، ومنذرين بالنار لمن عصاه { فَمَنْ ءامَنَ } يعني صدق بالرسل { وَأَصْلَحَ } يعني سلك طريقهم، وأصلح العمل، ويقال: أخلص العمل بعد الإيمان { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } يعني لا خوف عليهم من أهوال القيامة، ولا هم يحزنون عند الصراط. ثم قال: { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـآيَـٰتِنَا يَمَسُّهُمُ ٱلْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } يعني يصيبهم العذاب بكفرهم، ولا يعذب أحداً بغير ذنب.