ثم قال: {قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيّنَةٍ مِّن رَّبِّي} يعني على أمر بين. ويقال: على دين من ربي {وَكَذَّبْتُم بِهِ} يعني بالقرآن ويقال: بالعذاب. وذلك أن النضر بن الحارث قال: إن كان ما تقوله حقاً فأتنا بعذاب الله فنزل: {مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ} يعني العذاب {إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ} يعني ما القضاء في ذلك إلا لله في نزول العذاب {يَقُصُّ ٱلْحَقَّ} بنزول العذاب. وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم: (يقص الحق) بالصاد يعني يبين الحق ويقال: يأمر بالحق وقرأ الباقون: (يقض الحق) بالضاد ولكن لا يكتب بالياء لأن الياء سقطت في اللفظ لالتقاء الساكنين ويقوم الكسر مقام الياء كقوله تعالى:
{ سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ } [العلق: 18] فحذفت الواو. وتفسيره يقضي قضاء الحق. وقرأ ابن عباس رضي الله عنه: (يقضي بالحق) ثم قال: {وَهُوَ خَيْرُ ٱلْفَـٰصِلِينَ} يعني الحاكمين القاضين. ثم قال: {قُل: لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ} يعني العذاب {لَقُضِيَ ٱلأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} بالعذاب {وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِٱلظَّـٰلِمِينَ} يعني بعقوبة الظالمين هو أعلم متى ينزل بهم العذاب.