خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
٧١
إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوۤاْ أُوْلَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ إِلاَّ عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
٧٢
-الأنفال

بحر العلوم

{ وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ } يعني خلافك ويميلوا إلى الكفر بعد الإسلام { فَقَدْ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ } يعني عصوا الله وكفروا من قبل { فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ } يعني فأمكنك منهم وأظهرك عليهم يوم بدر حتى قهرتهم وأسرتهم { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بخلقه { حَكِيمٌ } حيث أمكنك منهم. يعني أن خانوك أمكنتك منهم لتفعل بهم مثل ما فعلت من قبل. قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } يعني صدقوا بتوحيد الله تعالى وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن { وَهَاجَرُواْ } من مكة إلى المدينة أي: { وَجَـٰهَدُواْ } العدو { بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ } يعني في طاعته وفيما فيه رضاه. ثم ذكر الأنصار فقال { وَٱلَّذِينَ ءاوَواْ وَّنَصَرُواْ } يعني أووا ونصروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرين، يعني أنزلوهم وأسكنوهم ديارهم ونصروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسبق { أُوْلَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } يعني في الميراث وفي الولاية ليرغبهم في الهجرة. وكانت الهجرة فريضة في ذلك الوقت ثم قال { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ } إلى المدينة { مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ } في الميراث. قرأ حمزة وِلاَيَتِهِمْ بكسر الواو. وقرأ الباقون وَلاَيَتِهِمْ بالنصب يعني النصرة. ومن قرأ بالكسر فهو من الإمارة والسلطان. ثم قال: { حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ } يعني إلى المدينة. يا رسول: هل نعينهم إذا استعانوا بنا؟ يعني الذين آمنوا ولم يهاجروا. فنزل { وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِى ٱلدّينِ } يعني استعانوا بكم على المشركين فانصروهم { فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ } على من قاتلهم { إِلاَّ عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مّيثَاقٌ } يعني إلا أن يقاتلوا قوماً بينكم وبينهم عهد فلا تنصروهم عليهم وأصلحوا بينهم { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } في العون والنصرة قوله تعالى: { وَٱلَّذينَ كَفَرُواْ... }