خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ
٤٩
سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ
٥٠
لِيَجْزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
٥١
-إبراهيم

النكت والعيون

قوله عز وجل:{ وترى المجرمين يومئذٍ مقرنين في الأصفاد } فيه قولان:
أحدهما: أن الأصفاد الأغلال، واحدها صفد، ومنه قول حسان:

ما بين مأسورٍ يشد صِفادُهُ صقرٍ إذا لاقى الكريهة حامي

الثاني: أنها القيود، ومنه قول عمرو بن كلثوم:

فآبوا بالنهاب وبالسبايا وأُبنا بالملوكِ مُصَفّدينا

أي مقيّدين. وأما قول النابغة الذبياني:

هذا الثناء فإن تسمع لقائله فلم أعرض، أبيت اللعن، بالصفدِ

فأراد بالصفد العطية، وقيل لها صف لأنها تقيد المودة.
وفي المجرمين المقرنين في الأصفاد قولان:
أحدهما: أنهم الكفار يجمعون في الأصفاد كما اجتمعوا في الدنيا على المعاصي.
الثاني: أنه يجمع بين الكافر والشيطان في الأصفاد.
قوله عز وجل:{ سرابيلهم مِن قطرانٍ }السرابيل: القمص، واحدها سربال، ومنه قول الأعشى:

عهدي بها في الحي قد سربلت صفراء مثل المهرة الضامر

وفي القطران ها هنا قولان:
أحدهما: أنه القطران الذي تهنأ به الجمال، قاله الحسن، وإنما جعلت سرابيلهم من قطران لإسراع النار إليها.
الثاني: أنه النحاس الحامي، قاله ابن عباس وسعيد بن جبير.
وقرأ عكرمة وسعيد بن جبير{ من قطران }بكسر القاف وتنوين الراء وهمزآن لأن القطر النحاس، ومنه قوله تعالى
{ آتوني أفرغ عليه قطراً } } [الكهف:96] والآني: الحامي، ومنه قوله تعالى { وبين حَمِيمٍ آن } } [الرحمن:44].