خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ
٨٨
-البقرة

النكت والعيون

قوله تعالى:{ وَقَالُواْ: قُلُوبُنَا غُلْفٌ } فيه تأويلات:
أحدهما: يعني في أَغْطِيَةٍ وَأَكِنَّةٍ لا تفقه، وهذا قول ابن عباس، ومجاهد وقتادة، والسدي.
والثاني: يعني أوعية للعلم، وهذا قول عطية، ورواية الضحاك عن ابن عباس.
{ بَّل لَّعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ } وَاللَّعن: الطرد والإبعاد، ومنه قول الشماخ:

ذعرتُ به القطا ونفيتُ عنه مقام الذئب ـ كالرجل ـ اللعين

ووجه الكلام: مقام الذئب اللعين كالرجل.
في قوله تعالى: { فَقَليلاً مَّا يُؤْمنُونَ } تأويلان:
أحدهما: معناه فقليل منهم من يؤمن، وهذا قول قتادة، لأن مَن آمن من أهل الشرك أكثر ممن آمن مِنْ أهل الكتاب.
والثاني: معناه فلا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم، وهو مروي عن قتادة. ومعنى { مَا } هنا الصلة للتوكيد كما قال مهلهل:

لو بأبانين جاء يخطبها خُضَّب ما أنف خاضب بدم