قوله تعالى: { وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ } فيه عشرة تأويلات:
أحدها: أنه الرطب اللين، قاله عكرمة.
الثاني: المذنب من الرطب، قاله ابن جبير.
الثالث: أنه الذي ليس فيه نوى، قاله الحسن.
الرابع: أنه المتهشم المتفتت إذا مس تفتّت، قاله مجاهد.
الخامس: المتلاصق بعضه ببعض، قاله أبو صخر.
السادس: أنه الطلع حين يتفرق ويخضر، قاله الضحاك.
السابع: اليانع النضيج، قاله ابن عباس.
الثامن: أنه المتنكر قبل أن ينشق عنه القشر، حكاه ابن شجرة، قال الشاعر:
كأن حمولة تجلى عليه هضيم ما يحس له شقوقُ
التاسع: أنه الرخو، قال الحسن.
العاشر: أنه اللطيف، قاله الكلبي.
ويحتمل أن يكون الهضيم هو الهاضم المريء.
والطلع اسم مشتق من الطلوع وهو الظهور، ومنه طلوع الشمس والقمر
والنبات.
قوله تعالى: { فَرِهِينَ } قرأ بذلك أبو عمرو، وابن كثير، ونافع، وقرأ الباقون
{ فَارِهِينَ } بالألف فمن قرأ { فَرِهِينَ } ففي تأويله ستة أوجه:
أحدها: شرهين، قاله مجاهد.
الثاني: معجبين، قاله خصيف.
الثالث: آمنين، قاله قتادة.
الرابع: فرحين، حكاه ابن شجرة.
الخامس: بطرين أشرين، قاله ابن عباس.
السادس: متخيرين، قاله الكلبي. ومنه قول الشاعر:
إلى فره يماجدُ كلَّ أمْرٍ قصدت له لأختبر الطّباعَا
ومن قرأ: { فَارِهِينَ } ففي تأويله أربعة أوجه:
أحدها: معناه كيّسين قاله الــــــ.
الثاني: حاذقين: قاله أبو صالح، مأخوذ من فراهة الصنعة، وهو قول ابن
عباس.
الثالث: قادرين، قاله ابن بحر.
الرابع: أنه جمع فارِه، والفاره المرح، قاله أبو عبيدة، وأنشد لعدي بن
الرقاع الغنوي:
لا أستكين إذا ما أزمة أزمت ولن تراني بخير فاره اللبب
أي من اللبب.