قوله تعالى: { وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً } فيه وجهان:
أحدهما: معناه ألزمناه أن يفعل بهما برّاً، قاله السدي.
الثاني: أن ما وصيناه به من برهما حسناً.
{ وَإِن جَاهَدَاكَ } أي ألزماك.
{ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } وفيه وجهان:
أحدهما: ما ليس لك به حجة لأن الحجة طريق العلم.
الثاني: أن تجعل لي شريكاً لأنه ليس لأحد بذلك من علم.
{ فَلاَ تُطِعْهُمَا } فأمر بطاعة الوالدين في الواجبات حتماً وفي المباحات ندباً
ونهى عن طاعتهما في المحظورات جزماً، وقد جاء في الأثر. لا طاعة لمخلوق في
معصية الخالق.
{ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ } يعني في القيامة.
{ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } يعني في الدنيا من خير يستحق به الثواب وشر
يستوجب به عقاب.
واختلفواْ في سبب نزولها وإن عم حكمها على قولين:
أحدهما: نزلت في سعد بن أبي وقاص وقد حلفت أمّه عليه وأقسمت ألا تأكل
طعاماً حتى يرجع عن دين محمد صلى الله عليه وسلم. قاله مصعب وسعد وقتادة.
الثاني: أنها نزلت في عياش بن أبي ربيعة.