قوله تعالى:{ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون } في البر ثلاثة
تأويلات:
أحدهما: أن البر ثواب الله تعالى.
والثاني: أنه فعل الخير الذي يستحق به الثواب.
والثالث: أن البر الجنة، وهو قول السدي.
وفي قوله تعالى: { حَتَّى تُنفِقُواْ } ثلاثة أقاويل:
أحدها: في الصدقات المفروضات، وهو قول الحسن.
والثاني: في جميع الصدقات فرضاً وتطوعاً، وهو قول ابن عمر.
والثالث: في سبيل الخير كلها من صدقة وغيرها.
وروى عمرو بن دينار قال: لما نزلت هذه الآية { لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ
مِمَّا تُحِبُّونَ } جاء زيد بن حارثة بفرس له يقال لها (سَبَل) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: تَصَدَّقْ بهذه يا رسول الله، فأعطاها ابنه أسامة، فقال: يا رسول الله إنما
أردت أن أتصدق بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قَدْ قُبِلَتْ صَدَقَتُك" .