قوله عز وجل: { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخْرَى } أي لا تحمل نفس ما تحمله
نفس أخرى من ذنوبها، ومنه الوزير لأنه يحمل أثقال الملك بتدبيره.
{ وَإن تَدَعُ مُثْقَلَةٌ إلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَل مِنْهُ شَيْءٌ } قال مجاهد مثقلة بالذنوب،
ومعنى الكلام أن النفس التي قد أثقلتها ذنوبها إذا دعت يوم القيامة من يتحمل الذنوب
عنها لم تجد من يتحمل عنها شيئاً من ذنوبها.
{ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } ولو كان المدعو إلى التحمل قريباً مناسباً، ولو تحمله
عنها ما قُبل تحمله، لما سبق من قوله تعالى: { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }.
{ إنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهَم بِالْغَيْبِ } فيه وجهان:
أحدهما: في السر حيث لا يطلع عليه أحد، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: في التصديق بالآخرة، حكاه ابن عيسى.
ويحتمل ثالثاً: يخشونه في ضمائر القلوب كما يخشونه في ظواهر الأفعال.