خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً
٤٢
ٱسْتِكْبَاراً فِي ٱلأَرْضِ وَمَكْرَ ٱلسَّيِّىءِ وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ ٱلأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحْوِيلاً
٤٣
-فاطر

النكت والعيون

قوله عز وجل: { وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } هم قريش أقسموا قبل أن يبعث الله تعلى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، حين بلغهم أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم، فلعنوا من كذب نبيه منهم، وحلفوا بالله جل اسمه يميناً.
{ لَئِن جَآءَهُم نَذِيرٌ } أي نبي.
{ لَّيَكُوننَّ أَهْدَى مِنْ إحْدَى الأُمَمْ } يعني ممن كذب الرسل من أهل الكتاب.
{ فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم.
{ مَّا زَادَهُمْ إلاَّ نُفُوراً } فيه وجهان:
أحدهما: نفوراً عن الرسول.
الثاني: نفوراً عن الحق.
قوله عز وجل: { اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ } فيه وجهان:
أحدهما: استكباراً عن عبادة الله، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: استكباراً بمعاصي الله، وهذا قول متأخر.
{ وَمَكْرَ السَّيِّىءِ } فيه وجهان:
أحدهما: الشرك بالله، قاله يحيى.
الثاني: أنه المكر برسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه كما قال تعالى:
{ { وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ } [الأنفال: 30] الآية.
{ وَلاَ يَحِيقُ الْمُكْرُ السَّيِّىءُ إلاَّ بِأَهْلِهِ } فيه وجهان:
أحدهما: قاله الكلبي، يحيق بمعنى يحيط.
الثاني: قاله قطرب، يحيق بمعنى ينزل، وأنشد قول الشاعر:

وقد دفعوا المنية فاستقلت ذراعاً بعدما كادت تحيقُ

قال فعاد ذلك عليهم بقتلهم يوم بدر.
{ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ } يعني سنة الله في الأولين، وفيها وجهان:
أحدهما: نزول العذاب بهم عند إصرارهم في التكذيب.
الثاني: لا تقبل منهم التوبة عند نزول العذاب.