قوله عز وجل: { وقال ربكم ادعوني استجبْ لكم } فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه وحدوني بالربوبية أغفر لكم ذنوبكم، قاله ابن عباس.
الثاني: اعبدوني استجب لكم، قاله جرير بن عبد الله، أي اتبعكم على
عبادتكم.
الثالث: سلوني أعطكم، قاله السدي. وإجابة الداعي عند صدق الرغبة مقيد
بشرط الحكمة. وحكى قتادة أن كعب قال: أعطيت هذه الأمة ثلاثاً لم تعطهن
أمّة قبلكم إلا نبي: كان إذا أرسل نبي قيل له: أنت شاهد على أمتك، وجعلكم
شهداء على الناس، وكان يقال للنبي، ليس عليك في الدين من حرج، وقال لهذه
الأمة: وما جعل عليكم في الدين من حرج، وكان يقال للنبي: ادعني أستجب لك،
وقال لهذه الأمة: ادعوني أستجب لكم.