خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ
١٠٩
-المائدة

النكت والعيون

قوله تعالى: { يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنآ }.
في قوله: { لاَ عِلْمَ لَنآ } خمسة تأويلات:
أحدها: لم يكن ذلك إنكاراً لِمَا علموه ولكن ذهلوا عن الجواب من هول ذلك اليوم ثم أجابوا بعدما ثابت عقولهم، قاله الحسن، والسدي.
والثاني: لا علم لنا إلا ما علمتنا، قاله مجاهد.
والثالث: لا علم لنا إلا علم أنت أعلم به منا، قاله ابن عباس.
والرابع: لا علم لنا بما أجاب به أممنا، لأن ذلك هو الذي يقع عليه الجزاء، وهو مروي عن الحسن أيضاً.
والخامس: أن معنى قوله: { مَاذَا أُجِبْتُمْ } أي ماذا عملوا بعدكم { قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوْبِ } قاله ابن جريج.
وفي قوله: { عَلاَّمُ الْغُيُوْبِ } تأويلان:
أحدهما: أنه مبالغة.
والثاني: أنه لكثير المعلومات.
فإن قيل: فلم سألهم عما هو أعلم به منهم؟ فعليه جوابان:
أحدهما: أنه إنما سألهم ليعلمهم ما لم يعلموا من كفر أممهم ونفاقهم وكذبهم عليهم من بعدهم.
والثاني: أنه أراد أن يفضحهم بذلك على الأشهاد ليكون ذلك نوعاً من العقوبة لهم.