قوله عز وجل: { وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دَونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوَاْ
بِغَيْرِ عِلْمٍ } يعني اعتداء، وقرأ أهل مكة عَدُوّاً بالتشديد بمعنى أنهم اتخذوه
عدوّاً. وفيه قولان:
أحدهما: لا تسبوا الأصنام فتسب عبدة الأصنام من يسبها، قاله السدي.
والثاني: لا تسبوها فيحملهم الغيظ والجهل على أن يسبوا من تعبدون كما
سَبَبْتم ما يعبدون.
{ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ } فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: كما زينا لكم فعل ما أمرناكم به من الطاعات كذلك زينا لمن تقدم
من المؤمنين فعل ما أمرناهم به من الطاعات، قاله الحسن.
والثاني: كذلك شبهنا لكل أهل دين عملهم بالشبهات ابتلاء لهم حتى قادهم
الهوى إليها وعَمُوا عن الرشد فيها.
والثالث: كما أوضحنا لكم الحِجج الدالة على الحق كذلك أوضحنا لمن
قبلكم من حِجج الحق مثل ما أوضحنا لكم.