قوله عز وجل: { وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِّن نَّفْسِ وَاحِدَةٍ } يعني آدم عليه
السلام.
{ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَودَعٌ } فيه ستة تأويلات:
أحدها: فمستقر في الأرض ومستودع في الأصلاب، قاله ابن عباس.
والثاني: فمستقر في الرحم ومستودع في القبر، قاله ابن مسعود.
والثالث: فمستقر في أرحام النساء ومستودع في أصلاب الرجال، قاله
عطاء، وقتادة.
والرابع: فمستقر في الدنيا ومستودع في الآخرة، قاله مجاهد.
والخامس: فمستقر في الأرض ومستودع في القبر، قاله الحسن.
والسادس: أن المستقر ما خُلِق، والمستودع ما لم يُخلق، وهو مروي عن
ابن عباس أيضاً.
قوله عز وجل: { وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ
شَيْءٍ } فيه قولان:
أحدهما: معناه رزق كل شيء من الحيوان.
والثاني: نبات كل شيء من الثمار.
{ فَأَخْرجْنَا مِنهُ خَضِراً } يعني زرعاً رطباً بخلاف صفته عند بذره.
{ نُّخْرِجُ مِنهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً } يعني السنبل الذي قد تراكب حبه.
{ وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيةٌ } القنوان جمع قنو وفيه ثلاثة
تأويلات:
أحدهما: أنه الطلع، قاله الضحاك.
والثاني: أنه الجمار.
والثالث: هي الأعذاق، قال امرؤ القيس
أثت أعاليه وآدت أصوله ومال بقنوان من البسر أحمرا
{ دَانِيَةٌ } فيه قولان:
أحدهما: دانية من المجتني لقصر نخلها وقرب تناولها، قاله ابن عباس.
والثاني: داينة بعضها من بعض لتقاربها، قاله الحسن.
{ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ } يعني بساتين من أعناب.
{ مُشْتَبِهاً وَغَيرَ مُتَشَابِهٍ } فيه وجهان:
أحدهما: مشتبها ورقه مختلفاً ثمره، قال قتادة.
والثاني: مشتبهاً لونه مختلفاً طعمه، قاله الكلبي.
{ انظُرُواْ إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ } قرأ حمزة والكسائي بالضم، وقرأ الباقون
بالفتح، وفي اختلافه بالضم والفتح قولان:
أحدهما: أن الثُّمُر بالضم جمع ثمار، وبالفتح جمع ثمرة، قاله علي بن
عيسى.
والثاني: أن الثُّمُر بالضم: المال، وبالفتح: ثمر النخل، قاله مجاهد،
وأبو جعفر الطبري.
{ وَيَنْعِهِ } يعني نضجة وبلوغه.