{ فهلْ يَنتَظِرُونَ }، يعني: مشركي مكة، { إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ }، مضوا، { مِن قَبْلِهِمْ }، من مكذبي الأمم، قال قتادة: يعني وقائع الله في قوم نوح وعاد وثمود. والعرب تسمي العذاب أياماً، والنعيم أياماً؛ كقوله:
{ { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ } [إبراهيم:5]، وكل ما مضى عليك من خير وشر فهو أيام، { قُلْ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنَّى مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ }.
{ ثُمَّ نُنَجِّى رُسُلَنَا }، قرأ يعقوب «نُنجي» خفيف مختلف عنه، { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ }، معهم عند نزول العذاب معناه: نجينا، مستقبلٌ بمعنى الماضي، { كَذَٰلِكَ }، كما نجيناهم، { حَقّاً }، واجباً، { عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ }، قرأ الكسائي وحفص ويعقوب «ننجي» بالتخفيف والآخرون بالتشديد، ونَجَّا وأنجى بمعنى واحد.
قوله تعالى: { قُلْ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى شَكٍّ مِّن دِينِى }، الذي أدعوكم إليه.
فإن قيل: كيف قال: إن كنتم في شك، وهم كانوا يعتقدون بطلان ما جاء به؟. قيل: كان فيهم شاكّون، فهم، المراد بالآية، أو أنهم لما رأوا الآيات اضطربوا وشكوا في أمرهم وأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله عزّ وجلّ: { فَلاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ }، من الأوثان، { وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِى يَتَوَفَّاكُمْ }، يُميتكم ويقبض أرواحكم، { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }.
قوله: { وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً }، قال ابن عباس: عملك. وقيل: استقم على الدين حنيفاً. { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }.