قوله تعالى: { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا }، فزعم أن له شريكاً أو ولداً { أَوْ كَذَّبَ بِآيَـٰتِهِ }، بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن، { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْمُجْرِمُونَ }، لا ينجو المشركون.
{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ } إن عصوه وتركوا عبادته، { وَلاَ يَنفَعُهُمْ }، إن عبدوه، يعني: الأصنام، { وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ ٱللَّهَ }، أتخبرون الله، { بِمَا لاَ يَعْلَمُ }، اللْهُ صحتَه، ومعنى الآية: أتُخْبِرُونَ الله أن له شريكاً، أو عنده شفيعاً بغير إذنه، ولا يعلم الله لنفسه شريكا؟! { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }، قرأ حمزة والكسائي: «تشركون» بالتاء، هاهنا وفي سورة النحل موضعين، وفي سورة الروم، وقرأ الآخرون كلها بالياء.
قوله تعالى: { وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً }، أي: على الإِسلام. وقد ذكرنا الاختلاف في سورة البقرة. { فَٱخْتَلَفُواْ }، وتفرقوا إلى مؤمن كافر، { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ }، بأن جعل لكل أمّة أجلاً. وقال الكلبي: هي إمهال هذه الأمة وأنه لا يهلكهم بالعذاب في الدنيا، { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ }، بنزول العذاب وتعجيل العقوبة للمكذبين، وكان ذلك فصلاً بينهم، { فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }، وقال الحسن: ولولا كلمة سبقت من ربك، مضت في حكمه أنه: يقضي بينهم فيما اختلفوا فيه بالثواب والعقاب دون يوم القيامة، لقضي بينهم في الدنيا فأدخل المؤمن الجنة والكافر النار، ولكنه سبق من الله الأجل فجعل موعدهم يوم القيامة.