{ فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ }، أي نُلقيك على نجوة من الأرض، وهي: المكان المرتفع. وقرأ يعقوب: «نُنْجِيْك» بالتخفيف، { بِبَدَنِكَ }، بجسدك لا روح فيه. وقيل: ببدنك: بدرعك، وكان له درع مشهور مرصّع بالجواهر، فرأوه في درعه فصدّقُوا. { لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً }، عِبرةً وعظةً، { وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنْ ءايَـٰتِنَا لَغَـٰفِلُونَ }.
{ وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِىۤ إِسْرَٰءِيلَ } أنزلنا بني إسرائيل بعد هلاك فرعون، { مُبَوَّأَ صِدْقٍ }، منزل صدق، يعني: مصر. وقيل: الأردن وفلسطين، وهي الأرض المقدسة التي كتبَ اللّهُ [ميراثاً] لإِبراهيم وذريته. قال الضحاك: هي مصر والشام، { وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ }، الحلالات، { فَمَا ٱخْتَلَفُواْ } يعني اليهود الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في تصديقه وأنه نبي، { حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ }، يعني: القرآن والبيان بأنّه رسولُ الله صدق ودينُه حق.
وقيل: حتى جاءهم معلومهم، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، لأنهم كانوا يعلمونه قبل خروجه، فالعلم بمعنى المعلوم كما يقال للمخلوق: خَلْقٌ، قال الله تعالى:
{ { هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ } [لقمان: 11]، ويقال: هذا الدرهم ضَرْبُ الأمير، أي: مضروبُه.
{ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }، من الدين.